الوصف
” تستيقظ قبل أبي كل صباح مع آذان الفجر فتصلي، وتبدأ يومها بسقي وَردَها الذي يستقر على نوافذ البيت وتراعيه وتحنو عليه، وأكاد أقسم إنها كانت تقبِّله في حنان، فيهتز الورد فرحًا بلقاء شفتيها ويتمايل في نشوة مع نسمات هواء الصباح
ولعل ذلك سبب تسميتي بندى، وهي حبات الماء المستقرة على أوراق النبات في رشاقة..
ثم تجهز الإفطار لأبي فتوقضه وتفطر معه، وبعد الإفطار فنجان القهوة التي تشتري حبوبها بنفسها وتحمصها وتضيف إليها الحبهان والقرنفل وجوز الطيب، وتجلس مع أبي تتسامر وترتشف القهوة..
ثم تودعه إلى الباب ولسانها يلهج بالدعاء له أن يُوفَق ويُرزَق برزق ندى.. ثم تأتي أمي لسريري فتنام جواري وتقبِّل وجنتيَّ ويديَّ إصبعًا إصبعًا في حنان وهي تنطق باسمي في رقة وحنان..
وإذا تكاسلتُ كانت تغني لي في رقة بصوت عذب حتى أستيقظ مبتسمة..كنتُ أدَّعي النوم حتى أسمع غناء أمي في الصباح، ثم أسألها السؤال اليومي“
رواية : طريق الندى
للكاتب : إبراهيم معتز المرزوقى
غلاف : أحمد فرج